الثلاثاء، 22 فبراير 2022

رحلة البحث عن عُلا

( البحث عن ُعلا ) مسلسل إجتماعي ناجح  من انتاج شبكة نتفليكس نال اعجاب الجمهور  على عكس الفيلم الذي آثار الجدل قبله بسبب بعده عن عادات وتقاليد مجتمعنا ( أصحاب ولا أعز )
اما المسلسل  الذي نتناوله فقد أثار  مشكلة تمس المجتمع و الأسرة .. وظاهرة إجتماعية  أصبحت منتشرة في البيت المصري وهي الطلاق ... تلك  المشكلة التي التي تزلزل  كيان الأسرة  و تعصف بالحياة الآمنة المستقرة لحياة الزوجة و الأطفال وتدمر نفسيتهم وسعادتهم .
رسالة المسلسل تتناسب مع أهداف شبكة النتفليكس لانها تشجع المرأة على الاستقلال بحياتها و التحرر من الروابط الزوجية فالرجال ليسو هم مصدر  الامان و الاستقرار وإنما العمل وتحقيق الذات هم مصدر القوة والسعادة للمرأة .
ورغم أن هذه الفكرة قد  تهدد  مؤسسة الزواج إلا انها حقيقة للأسف ولا نستطيع أن نختلف مع رسالة نتفليكس هذه المرة خاصة بعد ما نراه من حالات الطلاق المتفشية في مجتمعنا .. فلو لم تكن الزوجة عاملة او لديها دخل مادي تستطيع أن تعول به نفسها لانتهى بها المطاف الى الشارع او للعمل في مهنة  بسيطة كعاملة منزل او دادا في حضانة و هو ما يذكرنا بدور أمينة رزق في الفيلم الشهير ( أريد حلا ) الزوجة المُسنة التي طلقها زوجها وتركها بلا  مصروف ولا مأوى .. تلك  القضية المأساوية استطاعت ان تجسدها الفنانة القديرة أمينة رزق بأداء واحساس رائع حرك المشاعر حتى ان قانون الاحوال الشخصية  تغير وقتها لصالح المرأة .
اما في مسلسلنا  ( البحث عن عُلا ) (فهند صبري)  جسدت دور  الزوجة المتعلمة العصرية التي ضحت بشهادتها الجامعية وعملها كصيدلانية وتفرغت للبيت وتربية الأولاد  وانصاعت لكل طلابات الزوج واوامره بما فيها قطع علاقتها بأعز صديقاتها...  وتحمل تصلت حماتها  حتى أصيبت بالاكتئاب ورغم كل تضحياتها  يخبرها زوجها هشام ( هاني عادل )  فجأة انه غير سعيد في هذه العلاقة ويريد الانفصال .. يقع هذا الخبر على رأس ُعلا الزوجة وقع الصاعقة فتخبره انها لا تريد الطلاق وانها مستعدة أن تصلح نفسها  لكنه أصر.
 
و رغم حساسية موضوع الطلاق  الا ان المسلسل قدم المشكلة  في قالب كوميدي خفيف مستحضرا  التفاصيل الدقيقة لردود أفعال المطلقات عقب الانفصال مباشرة .
أدت هند صبري دورها ببراعة فاستطاعت ان تبتز عواطفنا وتستدر دموعنا من خلال ابتسامتنا فكانت رائعة .
تبدأ رحلة عُلا في البحث عن ذاتها من خلال خطين متوازين البحث عن عمل  يكفل لها حياة كريمة بدون اللجوء لطليقها .. و أيضا البحث عن حب جديد يشعرها بإنوثتها خاصة بعد أن اكتشفت ان هشام زوجها يعيش قصة حب مع فتاة تصغره بكثير .. ومن خلال رحلتها تكتشف عُلا في نفسها قدرات وجوانب في شخصيتها لم تكن تعرفها عن نفسها .. خاصة وانها طول حياتها كانت  خاضعة لسلطتين سلطة الزوج و سلطة الأم فلم تشعر في حياتها بحرية الإختيار والتصرف ... مما جعلها تتخبط في البداية فلجأت لتطبيقات المواعدة  التي لا تناسب تركيبتها الشخصية الكلاسيكية .. كما انها انحدرت في علاقة مع شاب يصغرها سنا .. والى ( شقط ) الرجال من السوبر ماركت على حد تعبيرها .. كلها مغامرات أضفت على المسلسل بصمته  الكوميدية .

خالد النبوي ، يسرا وشيرين رضا .. تواجد قصير في أول حلقة ولكنه..  متميز أعطى دفعة قوية للمسلسل  منذ البداية ... لدينا مخرج ( هادي الباجوري )  يعرف كيف وأين يضع التوابل والبهارات لمسلسل يُعرض عالنتفليكس ويجذب أكبر عدد من المشاهدين ... وبمناسبة التوابل فاقحام دينا و وصلة الرقص الشرقي ،كانت ضمن  التوابل الموجهة لجمهور النتفليكس ...  كان يمكن الاستغناء عن هذا المشهد خاصة وان بدلة الرقص الشرقي لم تناسب هند صبري ... وكان يمكن أن تكتفي بالاشارة الى ان ارتداء بدلة الرقص أحد أحلامها .

مشهد النهاية خدم رسالة المسلسل فنزول والد صديقة ابنة عُلا من المركب  إشارة انه قطع علاقته العاطفية بها وهو الذي كانت تأمل ان تكمل معه رحلة حياتها للنهاية لانها حملت له وحمل لها بعض المشاعر الا انه تراجع خوفا  من غضب  ابنته.. فطلبت علا من المراكبي ان تكمل رحلتها وحدها .

في المجمل المسلسل جميل وهادف ومعظم الممثلين أدوا أدوارهم ببراعة  خاصة الرائعة سوسن بدر ..
ومجموعة الأطفال الموهوبين  .
رسالة المسلسل واضحة ( لا تعتمدي على زوج ولا رجل .. عملك سلاحك .. إبحثي في ذاتك عن حريتك و سعادتك فأنتي مصدرهم .)  
وهنا  يجب أن اوجه تحية لكل إمرأة انفصلت عن زوجها فاستطاعت أن تشق طريقها وحدها وتحقق النجاح و الحرية والسعادة لنفسها .
وتحية احترام و تقدير  لكل زوجة  مستقلة ماديا ولكنها تحملت واستمرت في زواج تعيس لتضحي بنفسها وسعادتها من أجل أطفالها وأسرتها... ففي النهاية لا نستطيع أن نلوم هذه ولا تلك . 



الجمعة، 17 فبراير 2012

جلابية وسبحة ودقن ....






جلابية وسبحة ودقن أشعث طويل ونقاب هذا هو الاسلام في مصر ، أو عدة النصب التي تتمسك بها بعض الطبقات التي تشعر انها لم تعد تملك سوى هذا الشكل الذي ينبىء بالتزام ديني  قد يجلب لها نظرة احترام من الطبقات الأعلى و الأغنى ،  او على الأقل يشعرها بالتميز ، خاصة وان أكثر جمهور هذا الشكل الاسلامي الدخيل على مصر من الطبقات  الشعبية الفقيرة  المهمشة و التي لم تنال حظها من التعليم الجيد  ،  اذن فلا لابد وأن تخبرنا هذه الفئة _ عن طريق مظهرها _ بأنها تتميز عنا بالالتزام الديني  . احيانا يصدق هؤلاء أنفسهم بأنهم مميزين  بالفعل و انهم أكثر معرفة منا  بالاسلام  وتعاليمه فيبدأون بترهيب وترويع وتكفير غيرهم  ، وتعجبهم هذه اللعبة التي يمارسوا من خلالها السيطرة على عقول من هم أقل منهم علما وثقافة ،  احساس بالسلطة و السيطرة يتملكهم  ، بل هو احساس رائع وسط كمية الاحباط و الاضطهاد و الظلم يتعرضون له يوميا في مجتمع لا يعرف الا لغة المال و القوة . ها هم قد اكتشفوا نوعا جديدا من القوة يجعل لهم مكانة في المجتمع .  اضطهاد الحكومة السابقة  للمتأسلمين جعل منهم ابطالا و عزز مكانتهم في المجتمع المصري ومنحهم هالة لم يحلموا بها مطلقا . وتزداد شوكة هؤلاء عندما تغدق الدول الاسلامية المجاورة عليهم  بالاموال  ... ولما لا وهم ذراعها داخل مصر لنشر ثقافتهم الدينية المتطرفة وسلاحها ضد عدوهم اللدود ايران . 
المتأسلمون فئة ليست قليلة ابتلت بهم مصر ليعيقوها بعد ثورتها العظيمة عن الانطلاق و التقدم .... فالى متى هذا التدين الكاذب ؟!!!