عمارة يعقوبيان التي كتبها الدكتور علاء الاسواني من الروايات القليلة التي لم تفقد الكثير من خصائصها وجمالها ولم تصدم خيال القارىء عندما ترجمت الي عمل سينمائي و في رأي ان السبب في هذا يعود الى أن الرواية كُتبت اساسا باسلوب أقرب الى الاسلوب ا لسينمائي منه الى العمل الادبي الروائي الذي يعتمد على والصف الادبي والالفاظ الجذلة والجمل الانشائية الطويلة التي اعتدنا عليها في أغلب الروايات و أظن أن هذا هو ما عجل من تحويلها الي السينما فهي لم تكن تحتاج الى كثير من الجهد لترجمتها الى عمل سينمائي . وأعتقد ان نفس هذا السبب هو سر نجاح الرواية جماهيريا بصورة كبيرة فالكاتب لم يخوض في في تفاصيل أدبية كثيرة ولم يستعرض قدراته اللغوية وأساليبه الانشائية وانما كان ينتقل بسرعة من مشهد لمشهد ومن حدث لحدث ومن شخصية لاخرى مركزا على أهم الاحداث بلغة بسيطة سهلة هي مزيج ما بين الفصحى والعامية ولكن دون أن يغفل رسم الشخصيات بدقة ويوضح دوافعها النفسية و الاجتماعية .فقارىء اليوم الذي لم يعد لديه الكثير من الوقت ليمنحه للقراءة و اعتاد على الرتم السريع في حياته أصبح يمل من الخوض في تفاصيل لا تؤثر على سير الاحداث . تناول د. علاء الاسواني موضوع الجنس بجرأة وكثرة في الرواية وقد أسهم تصويره للحياة السرية لابطاله في اضفاء مزيدا من الواقعية للقصة و هذا أيضا أحد عوامل نجاح الرواية على المستوى الجماهيري والتجاري . أما ما أعطى الرواية الثقل الحقيقي فهو تناولها للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتحولات التي طرأت على مصر خلال الثلاثين سنة الماضية وتصوير حالة الفساد والانحلال والانحطاط التي غزت كل مناحي الحياة المصرية فحولت الجمال قبحا .. والخير شرا . وقد برع الكاتب في خلق اسقاطات على بعض الشخصيات السياسية الواقعية فكانت هذه التوليفة هي التوابل التي كتبت النجاح الساحق للرواية. اما الفيلم فقد اختلفت عليه الاراء وتباينت كثيرا وفي رأى ان هذا نوع آخر من أنواع النجاح المخرج رضوان حامد نجح في تحويل الرواية رغم جرأتها الى صور درامية هي نسخة قريبة جدا من صفحات الرواية الأصلية دون أن يخدش حياء المشاهد او ينزل بها الى هوة الاسفاف و الاتجار بالفن . بينما فشل والده السيناريست وحيد حامد رغم حرفيته في نقطة هامة هي توضيح الرابط أو ايجاد علاقة ولو بسيطة بين سكان العمارة في بداية الفيلم مما أدى الى تشتيت ذهن المشاهد الذي لم يقرأ القصة لان الشخصيات لم تظهر وكأنها سكان عمارة واحدة . فاذا تغاضينا عن هذه السقطة نستطيع أن نقول أن السيناريو جيد . احتوى الفيلم على عدد كبير من المشاهد القوية والمؤثرة التي لا تنسى برع في اداءها ممثلين جدد أبهرونا بقوة أداءهم . منهم محمد عادل امام الذي أدى دور طه الشاذلي ابن بواب عمارة يعقوبيان و الذي حولته الظروف الي ارهابي متطرف ليؤكد الكاتب هنا على أن الارهاب هو صنيعة المجتمع و مسؤوليته وليحذر من مغبة التفرقة بين طبقات المجتمع وما قد تجبه هذه التفرقة من ويلات . والحقيقة اني لم أكن أعلم أثناء مشاهدتي الفيلم ان من يؤدي شخصية طه الشاذلي هو ابن عادل الامام وبعد أن عرفت اندهشت وتأكدت ان ابن الوز صحيح عوام . أما خالد الصاوي فقد أدى دور الشاذ حاتم رشيد ببراعة وحرفية نادرة دون أن يسقط في هوة الاسفاف والابتذال التي اعتدنا عليهمافي مثل هذه الادوار بل أعتقد أن البعض تعاطف مع الشخصية الى حد ما لانه كان ضحية ظروف لا يد له فيها والمشاهد لا يمكن أن ينسى المشهد الذي يحاول أن يقنع فيه حاتم رشيد عشيقه العسكري الصعيدي الذي أدى قام بدوره الفنان باسم السمرة باقتدار شديد بأن علاقتهما المثلية ليست حرام فالعسكري عبد ربه يبكي ويقول ان عرش السماء يهتز لفعلتهما فيرد عليه حاتم رشيد ان الحرمانية تكون نتيجة انجاب اولاد غير شرعيين وهما لن ينجبا وعلى هذا فان ما يفعلانه ليس حرام بينما الزنا كما جاء على لسانه : حرام جدا جدا جدا هنا تضج قاعة العرض بالضحك لمنطق حاتم رشيد الذي يعرف انه يخدع عشيقه فهو انسان ذكي مثقف ثقافة واسعة فهو رئيس تحرير جريدة ناجح ومنضبط في عمله الكل يخشاه رغم انهم يعلمون بشذوذه ... فكيف لهذا الانسان أن لا يعرف الحلال من الحرام ؟!! انه منطق الشيطان حين يحاول اغواء ضحيته . هند صبري مثلت دورا من أهم أدوارها على الشاشة الفضية فقد اجادت في تجسيد دور الفتاة المصرية الفقيرة والطموحة شدة حاجتها وحاجة اسرتها للمال تجعلها تفعل تقريبا أى شىء من أجل الحصول على حفنة جنيهات خاصة بعد ان انهت علاقتها مع حبيبها طه الشاذلي بعد أن وصلت العلاقة بينهما لطريق مسدود فعلى حد تعبيرها طه الشاذلي ( ماشي في طريق مشيخة ...وهي بتلبس عريان ومعرية شعرها ورافضة الحجاب ) . فرقتهما الظروف والحاجة والفقر اما الدين فهو برىء من التفريق بينهما كما تدعي . نستطيع أن نقول أن الكل أجاد في دوره عادل امام ، نور الشريف ، أحمد راتب ، أحمد بدير ، سمية خشاب واسعاد يونس والرائع المحترف خالد صالح اما يسرا فلم يكن لها محل من الاعراب لكن نقول ايه ؟ المخرج عاوز كدا عمارة يعقوبيان فيلم يستحق أن تشاهده فهو يعري المجتمع الفاسد المنحل الذي يحاول أن يرتدي ثوب الفضيلة والدين .
السبت، 15 يناير 2011
الخميس، 21 يناير 2010
صناعة الجمال
بت أجزم الآن مما آراه على شاشات الفضائيات أن الجمال وخاصة جمال المرأة صناعة تحتاج لرأس مال قوي يدعمه، فأي إمرأة عادية أو دميمة ممكن أن تتحول الآن الى إمرأة جميلة عن طريق بعض العمليات الجراحية أو بواسطة خبراء التجميل ومصممي الازياء والمتخصصين في صناعة الجمال، لكن كل هذا يحتاج الى مال وفير ، لذا نجد انه كلما ارتفع مستوى معيشة الفرد زاد جماله ووسامته ويمكننا التأكد من هذه المقولة من خلال متابعة سيرة حياة أى فنان ، فكلما زادت شهرته وتحسنت حالته المادية ملامحه الى الاجمل رغم انه يكبر في السن، فمن كان أصلع أصبح الآن بشعر طويل مهفهف ساقط على عيونه ، ومن كان بكرش أصبح في رشاقة توم كروز ، ومن كان كهلا في الستينات أصبح شابا في العشرينات .الأسنان أصبحت صف لولي ، البشرة ناعمة كالحرير، الملابس سينيه الكل أصبح يهتم بجماله ووسامته .
سمعت من مصادر موثوقة أن الرحلات التي كانت تقلع من بلاد الخليج الى لبنان كانت تثير ضحكات وغمزات ولمزات بعض المسافرين ، فكثير من ركاب الطائرة خاصة النساء كانوا يربطون وجوههم وانوفهم بشاش ، فاذا سألتهم بخباثة عن السبب قالوا لك:" حادثة سيارة والله " لا حول ولا قوة الا بالله ، كل الركاب عاملين حوادث في لبنان مش عمليات تجميل ولا حاجة .
السبب الرئيسي لتعرضي لهذا الموضوع انى كنت اتجول في بعض المنتديات فوجدت من يهين المرأة المصرية بشكل سخيف أثارني . فهم يتحدثون عن جمال المرأة الخليجية و اللبنانية ويقارنونه بقبح المرأة المصرية !!!! المرأة الخليجية و اللبنانية مع احترامي الشديد لها لديها من الامكانيات ما هو غير متوفر للمرأة المصرية . هناك فرق كبير في مستوى المعيشة ، الزوج المصري على فيض الكريم ، مرتبه ينتهي من يوم 2 في الشهر ينفقه في الضروريات ولا يكفي فتساعده زوجته ان كانت امرأة عاملة وغالبا لا يفيض لها من مصروفها الا القليل تدخره للأزمات ولا تكاد تصرف على متطلباتها الشخصية شيئا .
كما اسلفت جمال المرأة يحتاج لرعاية وعناية خاصة جداْ تستلزم امكانيات مادية مرتفعة كالغذاء الصحي المناسب الذي يفيد الجسم ولا يؤدي للسمنة ، تحتاج كريمات لا حصر لها لرعاية البشرة والشعر خاصة في بيئة تمتلىء بالتلوث ، من الضروري أن تشترك في نوادي رياضية أو معاهد صحية للمحافظة على رشاقتها ، المرأة الممتلئة تحتاج الى زيارة طبيب متخصص بصفة دورية ليحدد لها نظام غذائي معين ناهيك عن عمليات التجميل التي قد تكون بعض النساء في حاجة ضرورية لها لتصحيح عيب ما . كيف يمكن ان نوفر للمرأة المصرية من الطبقة الفقيرة والمتوسطة _ وهن النسبة الأكبر من الشعب _ كل هذه الامكانيات؟ مع العلم ان الحكومة اللبنانية وفرت للبنانيات سلفة بنكية تسدد على اقساط لاجراء عمليات التجميل .
المرأة المصرية قديما كانت جميلة جدا كلها انوثة ونعومة لان البيئة الصحية الغير ملوثة عامل اساسي في التأثير على جمال المرأة .لم تكن المرأة في حاجة عوامل مساعدة للمحافظة على جمالها ، ولم تكن تحت ضغوط نفسية وحياتية شديدة تؤثر على صحتها ونفسيتها كما هو الحال الآن ، فلا مجال للمقارنة بين المرأة المصرية الكادحة العاملة وبين المرأة الخليجية المرفهة ، ولا بينها وبين المرأة اللبنانية التي تعيش في بيئة جميلة نظيفة تنعكس على صحتها النفسية والجسدية .
نقطة أخيرة كل ما نراه من جمال اللبنانيات كان من خلال عيون شاشة الفضائيات وما ارادأن يقدمه لنا اعلامهم ، ولكن عندما بدأت الحرب على لبنان وشاهدنا صور من واقع الحياة هناك ، لم أرى فرقا كبيرا بين اللبنانية والمصرية وصدق المثل القائل : " لبس البوصة تبقى عروسة ".
سمعت من مصادر موثوقة أن الرحلات التي كانت تقلع من بلاد الخليج الى لبنان كانت تثير ضحكات وغمزات ولمزات بعض المسافرين ، فكثير من ركاب الطائرة خاصة النساء كانوا يربطون وجوههم وانوفهم بشاش ، فاذا سألتهم بخباثة عن السبب قالوا لك:" حادثة سيارة والله " لا حول ولا قوة الا بالله ، كل الركاب عاملين حوادث في لبنان مش عمليات تجميل ولا حاجة .
السبب الرئيسي لتعرضي لهذا الموضوع انى كنت اتجول في بعض المنتديات فوجدت من يهين المرأة المصرية بشكل سخيف أثارني . فهم يتحدثون عن جمال المرأة الخليجية و اللبنانية ويقارنونه بقبح المرأة المصرية !!!! المرأة الخليجية و اللبنانية مع احترامي الشديد لها لديها من الامكانيات ما هو غير متوفر للمرأة المصرية . هناك فرق كبير في مستوى المعيشة ، الزوج المصري على فيض الكريم ، مرتبه ينتهي من يوم 2 في الشهر ينفقه في الضروريات ولا يكفي فتساعده زوجته ان كانت امرأة عاملة وغالبا لا يفيض لها من مصروفها الا القليل تدخره للأزمات ولا تكاد تصرف على متطلباتها الشخصية شيئا .
كما اسلفت جمال المرأة يحتاج لرعاية وعناية خاصة جداْ تستلزم امكانيات مادية مرتفعة كالغذاء الصحي المناسب الذي يفيد الجسم ولا يؤدي للسمنة ، تحتاج كريمات لا حصر لها لرعاية البشرة والشعر خاصة في بيئة تمتلىء بالتلوث ، من الضروري أن تشترك في نوادي رياضية أو معاهد صحية للمحافظة على رشاقتها ، المرأة الممتلئة تحتاج الى زيارة طبيب متخصص بصفة دورية ليحدد لها نظام غذائي معين ناهيك عن عمليات التجميل التي قد تكون بعض النساء في حاجة ضرورية لها لتصحيح عيب ما . كيف يمكن ان نوفر للمرأة المصرية من الطبقة الفقيرة والمتوسطة _ وهن النسبة الأكبر من الشعب _ كل هذه الامكانيات؟ مع العلم ان الحكومة اللبنانية وفرت للبنانيات سلفة بنكية تسدد على اقساط لاجراء عمليات التجميل .
المرأة المصرية قديما كانت جميلة جدا كلها انوثة ونعومة لان البيئة الصحية الغير ملوثة عامل اساسي في التأثير على جمال المرأة .لم تكن المرأة في حاجة عوامل مساعدة للمحافظة على جمالها ، ولم تكن تحت ضغوط نفسية وحياتية شديدة تؤثر على صحتها ونفسيتها كما هو الحال الآن ، فلا مجال للمقارنة بين المرأة المصرية الكادحة العاملة وبين المرأة الخليجية المرفهة ، ولا بينها وبين المرأة اللبنانية التي تعيش في بيئة جميلة نظيفة تنعكس على صحتها النفسية والجسدية .
نقطة أخيرة كل ما نراه من جمال اللبنانيات كان من خلال عيون شاشة الفضائيات وما ارادأن يقدمه لنا اعلامهم ، ولكن عندما بدأت الحرب على لبنان وشاهدنا صور من واقع الحياة هناك ، لم أرى فرقا كبيرا بين اللبنانية والمصرية وصدق المثل القائل : " لبس البوصة تبقى عروسة ".
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)