السبت، 8 أغسطس 2009

يا ملايين الهنا ... يا ريتني كنت أنا



فجأة هبطت ثروة على مواطن مصري بسيط تُقدر بملايين الجنيهات ...فقد ذهب المواطن الذي يعمل بدولة الكويت ليضع في أحد بنوكها مبلغ بسيط جدآ ...ولكن حدث خطأ ما.... فوجد في حسابه بعد أن أودعه مبلغ خمسة ملايين دينار كويتي وهو ما يوازي مائة مليون جنيه مصري ... احتار المواطن فيما يراه مثبت عنده وموثق في حساباته ...وتأكد بعدة طرق ان هذا المبلغ موجود عنده بالفعل ويستطيع التصرف به كما يشاء ....ذهب الرجل لزوجته يخبرها بما حدث ويستشيرها فيما يفعله بالمبلغ ...فنصحته بأن يرجع المبلغ للبنك ( وبيقولوا الستات طماعين ) .. كما استشار اخيه فاتفق مع رأي زوجة اخيه فهذا امتحان من الله و ماحدش يعرف لو قبلها على نفسه وبيته ايه اللي ممكن يجره مبلغ حرام على آل البيت من مصائب .
ذهب المواطن النزيه الأمين لمدير البنك يخبره بالقصة ويعيد له المبلغ الذي يسيل له لعاب أي انسان و يمكن للشيطان ان يزينه له بسهولة فالبنك لن يتأثر بمثل هذا الخطأ ..البنوك واكلاها والعة ... والخطا لن يؤذي أي عميل آخر لانه لم يُسحب من أحد . ومع ذلك قاوم هذا المواطن التقي الشريف كل شياطينه وضربهم بالقاضية وسلم المبلغ لمدير البنك الذي وعده بمكافأة . المفاجأة كانت في قيمة المكافاة على الاقل مفاجاة بالنسبة لي ...كان البنك في منتهى الكرم و التبذير فقد تمخض جبله عن مائة دينار كويتي أي ما يوازي ألفين جنيه مصري في مقابل مائة مليون جنيه مصري كانت في جيب الرجل الأمين .الحقيقة اتحرق دمي لما عرفت المبلغ لكن المواطن المصري الشريف ربنا يبارك فيه يظهر انه شعر بحرقة دمي و دم أمثالي ممن سمعوا القصة فأرضانا ورفض المبلغ المهين .. وأثبت انه مش بس أمين وانما عنده كرامة وعزة نفس .
روح يا شيخ ربنا يعمر بيتك ويرزقك من حيث لا تحتسب و يباركلك في زوجتك واولادك و بيتك وصحتك واموالك ويرزقك أعالي الجنان.
اما انا فلو هبطت عليّ في يوم من الايام مثل هذه الثروة ومن نفس البنك هكفي ع الخبر ماجور وهخلي الشيطان يرقص عشرة بلدي .

الأحد، 19 يوليو 2009

الكابوس لم ينتهي بعد


انتهى مولد الثانوية العامة لعام 2008 / 2009 ، وحتى اللي جابوا مجموع 98 % مافيش أمل يدخلوا كليات القمة لان الوزير أطلق تصريح جديد بأن العدد محدود وبذلك قضى على احلام الطلاب والطالبات المتفوقين و اللي طلعت عينهم من كتر المذاكرة واصابهم وأصاب اهاليهم بحالة احباط ونقمة على البلد وعلى التعليم صعب يشفوا منها بسهولة بعد عذاب السنين اللي فاتت اللي قضوها في المذاكرة والكد والتعب ومصاريف المدارس و الكتب و الدروس الخصوصية وبهدلتها .
كل اب وام بيحلموا ان ابنائهم يكونوا أفضل منهم وبيعدوا الابن من الطفولة انه يلتحق بكلية مشرفة ممكن تكفل له حياة كريمة ولكن كل الاحلام الوردية بعد 13سنة دراسة أصبحت بتتكسر على صخرة المجموع الخرافي و العدد المحدود في الكليات . البعض بيقول ماهو مش معقول مصر كلها تبقى دكاترة ومهندسين وصيادلة ، وانا بقول وفيها ايه اما يبقى شباب مصر كلهم في أعلى المناصب حتى لو فاضوا عن سوق العمل ؟ دول يعتبروا ثروة قومية ممكن تتصدر لاي دولة ، رغم ان عندنا نقص في كافة المجالات ، و البطالة اللي عندنا مجرد سوء توزيع للعمالة . صحيح مصر بتحتاج وبقوة للمهارات والعمالة الفنية و الحرفية لكن نظرة المجتمع لهذه الفئة بيجعلها تحجم عن الدراسة في الكليات الفنية بالاضافة الى ان المرتبات غير مجزية و نوعية الدراسة لا تؤهلهم بصورة جيدة للخوض في سوق العمل ..وتبقى الخبرة في هذا المجال ولو كانت بدون دراسة هي الافضل في الوقت الحالي.
الطلبة المتفوقين اللي حصلوا على مجاميع فوق الـ 90% ولم يستطيعوا تحقيق احلامهم في الالتحاق بكليات القمة , وماديات اولياء امورهم لا تسمح بالحاقهم بكليات خاصة ، يا ترى هيعملوا ايه ؟ نفسيتهم حتكون شكلها ايه ؟ احساسهم تجاه بلدهم حيكون ايه ؟ ولاءهم لمصر حيكون قد ايه ؟ ذكاءهم ممكن يتوجه ازاي ؟ اذا انقلبوا على مصر او على النظام هل من حقنا اننا نلومهم ؟ دول لو طلبوا من اسرائيل انها تعلمهم على حسابها هتعلمهم ... والحدق يفهم ..قبل ما يندم.