الخميس، 21 يناير 2010

صناعة الجمال



بت أجزم الآن مما آراه على شاشات الفضائيات أن الجمال وخاصة جمال المرأة صناعة تحتاج لرأس مال قوي يدعمه، فأي إمرأة عادية أو دميمة ممكن أن تتحول الآن الى إمرأة جميلة عن طريق بعض العمليات الجراحية أو بواسطة خبراء التجميل ومصممي الازياء والمتخصصين في صناعة الجمال، لكن كل هذا يحتاج الى مال وفير ، لذا نجد انه كلما ارتفع مستوى معيشة الفرد زاد جماله ووسامته ويمكننا التأكد من هذه المقولة من خلال متابعة سيرة حياة أى فنان ، فكلما زادت شهرته وتحسنت حالته المادية ملامحه الى الاجمل رغم انه يكبر في السن، فمن كان أصلع أصبح الآن بشعر طويل مهفهف ساقط على عيونه ، ومن كان بكرش أصبح في رشاقة توم كروز ، ومن كان كهلا في الستينات أصبح شابا في العشرينات .الأسنان أصبحت صف لولي ، البشرة ناعمة كالحرير، الملابس سينيه الكل أصبح يهتم بجماله ووسامته .
سمعت من مصادر موثوقة أن الرحلات التي كانت تقلع من بلاد الخليج الى لبنان كانت تثير ضحكات وغمزات ولمزات بعض المسافرين ، فكثير من ركاب الطائرة خاصة النساء كانوا يربطون وجوههم وانوفهم بشاش ، فاذا سألتهم بخباثة عن السبب قالوا لك:" حادثة سيارة والله " لا حول ولا قوة الا بالله ، كل الركاب عاملين حوادث في لبنان مش عمليات تجميل ولا حاجة .
السبب الرئيسي لتعرضي لهذا الموضوع انى كنت اتجول في بعض المنتديات فوجدت من يهين المرأة المصرية بشكل سخيف أثارني . فهم يتحدثون عن جمال المرأة الخليجية و اللبنانية ويقارنونه بقبح المرأة المصرية !!!! المرأة الخليجية و اللبنانية مع احترامي الشديد لها لديها من الامكانيات ما هو غير متوفر للمرأة المصرية . هناك فرق كبير في مستوى المعيشة ، الزوج المصري على فيض الكريم ، مرتبه ينتهي من يوم 2 في الشهر ينفقه في الضروريات ولا يكفي فتساعده زوجته ان كانت امرأة عاملة وغالبا لا يفيض لها من مصروفها الا القليل تدخره للأزمات ولا تكاد تصرف على متطلباتها الشخصية شيئا .
كما اسلفت جمال المرأة يحتاج لرعاية وعناية خاصة جداْ تستلزم امكانيات مادية مرتفعة كالغذاء الصحي المناسب الذي يفيد الجسم ولا يؤدي للسمنة ، تحتاج كريمات لا حصر لها لرعاية البشرة والشعر خاصة في بيئة تمتلىء بالتلوث ، من الضروري أن تشترك في نوادي رياضية أو معاهد صحية للمحافظة على رشاقتها ، المرأة الممتلئة تحتاج الى زيارة طبيب متخصص بصفة دورية ليحدد لها نظام غذائي معين ناهيك عن عمليات التجميل التي قد تكون بعض النساء في حاجة ضرورية لها لتصحيح عيب ما . كيف يمكن ان نوفر للمرأة المصرية من الطبقة الفقيرة والمتوسطة _ وهن النسبة الأكبر من الشعب _ كل هذه الامكانيات؟ مع العلم ان الحكومة اللبنانية وفرت للبنانيات سلفة بنكية تسدد على اقساط لاجراء عمليات التجميل .
المرأة المصرية قديما كانت جميلة جدا كلها انوثة ونعومة لان البيئة الصحية الغير ملوثة عامل اساسي في التأثير على جمال المرأة .لم تكن المرأة في حاجة عوامل مساعدة للمحافظة على جمالها ، ولم تكن تحت ضغوط نفسية وحياتية شديدة تؤثر على صحتها ونفسيتها كما هو الحال الآن ، فلا مجال للمقارنة بين المرأة المصرية الكادحة العاملة وبين المرأة الخليجية المرفهة ، ولا بينها وبين المرأة اللبنانية التي تعيش في بيئة جميلة نظيفة تنعكس على صحتها النفسية والجسدية .
نقطة أخيرة كل ما نراه من جمال اللبنانيات كان من خلال عيون شاشة الفضائيات وما ارادأن يقدمه لنا اعلامهم ، ولكن عندما بدأت الحرب على لبنان وشاهدنا صور من واقع الحياة هناك ، لم أرى فرقا كبيرا بين اللبنانية والمصرية وصدق المثل القائل : " لبس البوصة تبقى عروسة ".

الارهاب الفكري


عندما نتحدث عن الإرهاب الفكري فربما أول ما سيقفز الى أذهان حضراتكم هو الارهاب الفكري الديني الذي يمارسه بعض المتشددين الإسلاميين على أفكار المجتمع سواء عن طريق تكفيره أو فرض أفكار معينة بطريقة الترهيب والترغيب اما عن طريق الخطب أو المنشورات السمعية والبصرية. لكن الحقيقة هناك نوع آخر أخطر من الارهاب هو ما أقصده في هذا الموضوع الا و هو الارهاب الذي تمارسه و تفرضه الدولة على عقول مواطنيها خاصة الشباب والاطفال بحيث ترسم لهم إطارا معينا في التفكير لا يخرجوا عنه ، مستخدمة في ذلك كافة وسائل اعلامها مناجها الدراسية ، اذ ليس لاحد أن يخرج خارج الخطوط الحمراء . سأضرب لحضراتكم مثلا يوضح الفكرة ، لعلكم تتذكرون قضية الطالبة آلاء فرج التي كتبت موضوع تعبيرتنتقد فيه السياسة الامريكية وتعتبر أمريكا هي سبب انهيار مصر اقتصاديا ، هذه الطالبة النابغة والتي أتوقع لها شأنا كبيرا في المستقبل رسبها مصحح المادة ، رغم اني اتحدى انه يستطيع أن يكتب موضوعا مثلها ، و لم يكتقي المسؤولين ا بهذا بل تم حرمانها من الامتحانات لمد عام كامل و لولا تدخل رئيس الجمهورية شخصيا في قضيتها لضاع مستقبل الفتاة ، وطبعا التدخل كان من أجل امتصاص غضب المواطنين وتلميع صورة الرئيس .من وجهة نظري فمصحح اللغة العربية هو من يحتاج للفصل من وزارة التربية والتعليم كلها بل و للحبس أيضا لانه أجرم في حق الطالبة وظلمها ظلما فادحا خلف لها غصة مستحيل أن تنساها .هو انسان مبرمج تربى على الخوف ، الخوف من التفكير خارج الاطار العام الذي رسمته الدولة لعقولنا وأفكارنا وآراءنا، خاف المدرس أن يراجع الورقة وراءه مراجع آخر فيعاقبه . معروف ضمنيا كيف يجب أن نفكر في دولتنا وما هي السياسة المرسومة لنا ، موضوع التعبير من الناحية اللغوية ممتاز وهذا هو المطلوب من الطالبة ، اما الفكر فلها أن تكتب ما تشاء_ ولكن ليس في بلدنا _ التي تحجر على الآراء والأفكار، فالكاتب والصحفي والسياسي الخارجين عن القطيع يتم اعتقالهم و الطالب المفكر يتم فصله وضياع مستقبله بل وقد يتهم بالانضمام لتنظيم سري حتى نقضي عليه تماما ويكون عبرة لمن يعتبر. بعد حادثة المسكينة ولاءهل سيجروء طالب بعد ذلك أن يبدي رأيه ؟!!! أو يعرض أفكاره ؟!!ثم نتعجب من تدني مستوى التعليم ومستوى الخريجين من جمعاتنا ، ماذا نتوقع من طلبة تم الحجر على أفكارهم منذ الطفولة داخل قاعات الدراسة ؟ التعليم كله يتم باسلوب التلقين ، فإذا سأل الطالب سؤالا خارج المنهج سيقابل سؤاله اما بالسخرية او الاستخفاف او الزجر من قبل المعلم ، فلماذا يسأل ولماذ يتعب ذهنه في التفكير ؟!! فكل شىء يقدم اليه في قوالب جاهزة عليه أن يبتلعها ومش مهم يهضمها المهم أن يعيد تفريغها كما هي بلا زيادة او نقصان على ورقة الاجابة حتى يحصل على رتبة حمار بدرجة امتياز بمجموع يتعدى 100%و بحوز على رضا حكومتنا الموقرة ، و عليه أن يتابع اعلامنا وما تبثه الفضائيات ليزداد حمورية وتخلفا هذا ما تريده حكومتنا حتى لا يحاسبها ولا يتجرأ عليها أى مواطن.